او تـــدرى انــت مـــا انــت هـنــــــا ؟

و جـمـيـــع الـنـــاس ايـضـــا مـثـلـنــــا

ثـــم نـمضــى حـيـــن يـأتــى يـومـنــــا

ثــــم  ولــــى  بــعـــدهـــا  آبـــاؤنـــــا

يـا صــديقى لســت ادرى ما أنــا

انـت مثلــى تـائـــه فــى غـربـــة

نـحــن ضيفــان نـقـضــى فـتــرة

عـــاش آبــاؤنـــا قـبــلا حـقـبـــة

قـنـيـــــة  أمــلـك  فـيــــه  أو  غـنــــى

جــمـــع الـعـقـــل بـجـهــل و اقـتـنـــى

مسكنـاً فى الأرض أو مـسـتـوطـنـــا ؟!

قــد دخلت الكــون عـريـانــاً فـلا

و سـأمضـى عـاريــاً عـن كل مـا

عـجـبـاً هـل بـعــد هـذا نـشـتـهـى

قــــد سكــرنــا و أضـعـنــــا أمـسـنــــا

قـبـلـمــا نمضــى ، و تـبـقــى " ليـتـنـا"

غـرَّنــا الـوهــم و مـن أحـلامـــه

ليـتـنـا نـصحــو و يـصفـو قلبـنــا

كل مــا ادريــه أنـَّـا ســوف نـمـضـــى

فــى سـبــاق ، بعـضنا فـى إثــر بعـض

مثل بـرق سـوف يمضـى ، مثل ومـض

لسـت أدرى كيف نمضى أو متى

فـى طـريق المـوت نمضى كلنــا

كـبـخـــار مضمحــل عـمــرنــــا

و اجــرِ فى الآفـاق من طـول لعــرض

ارضها فى المال ، أو فى المجد ارض

ضـيــع الأيـام فـى الأحــلام و اقضــى

راقــداً فــى بـعــض أشـبـــار بــأرض

لــم يـعـد فى القلـب من خـفـق و نبـض

أيــن بـركانـــه مــن حـــب و بغــض ؟

يــا صـديـقـى كـن كمـا شئت إذن

ارض آمــالك فــى الألـقـــاب أو

و أغـمـض العـيـن و حلـق حالما

آخــر الأمــر سـتـهـوى مجـهــداً

يـهــدأ القلــب و تبقــى صـامتـــاً

ما ضجيج الأمس فى القـلب إذن

أيهــا الضيـــف ، لمــاذا انـت تـبـنــى ؟

هــو نفــس الشوك أيضاً سـوف تجنــى

فـى مجــىء المــوت أيضـاً ستغنــى ؟!

فى اعـتـزاز ، فى افتخـار ، فى تجـن :

مثـلمـا تـرفــع الـرأس سـوف تـحـنـــى

يـا صديقــى قــف قـلـيلاً و انـتـظـرنــى

أنـا فـى حـضنـك ، مـل أيضـاً لحضنـى

صـاح فى فخـره " من أعـظـم منى ؟!"

هل سينـسينـى اصله من قال إنى . . ؟!

قـل لمـن يـبـنــى بيوتـــاً هـهـنـــا:

قـل لمـن يـزرع أشواكاً ، كـفــى

قـل لمـن غـنى على الأهواء هـل

قـل لمـن يـرفـع رأســاً شـامخـــا

خـفـض الرأس وسـر فى خشيـة

قـل لمـن يعـلـو و يجـرى سابقـــاً

نحـن صنــوان يـسـيـــران معـــاً

قـل لمـن يـعـتـــز بـالألقـــاب إن

نحـن فــى الأصـل تــراب تافــه